اعتبر محمد الكتاني، أمين السر المساعد لأكاديمية المملكة المغربية، أن التذكير برسالة العلامة الراحل عبد الله كنون، ما تزال في حاجة إلى من يعمق الوعيَ بها ويجلي أبعادها.
وأضاف الكتاني، في اللقاء التكريمي للعلامة عبد الله كنون الذي نظمته أكاديمية المملكة، يوم الثلاثاء 7 مارس، أن ما يحفز الباحثين على العودة إلى ذكرى الفقيد أنه عاشَ عصرَ تحولات عميقة عرفها المغرب بعد أن تضافرت العوامل على عزلته في القرن 19، وهي عزلة أحاطت أيضا بالأدب المغربي.
وفي هذا السياق، يضف المتحدث، تفاعلَ الراحل مع عوامل الانبعاث في القرن العشرين وبناء الغرب الجديد، حيث نجحَ في التجاوب مع المتغيرات في حذر وتحفظ واحتياط كما يتفاعل مع الهوية المغربية في التزام وثبات.
وشدد الكتاني على أن الفقيد اكتفى بميراث أسرته في القدوة والسلوك دون السعي وراء شهادات جامعية أو حتى تعلم لغة أجنبية، "فانكب على مكتبة والده ينهل من معارفها ويجيل نظره فيما هو مخطوط، جاعلا من بيته ومكتبة أسرته والاقتداء بالسلف المنهل والقدوة".
من جهته، سرد ادريس الضحاك، عضو الأكاديمية، بضعة وقائع ومواقف إنسانية جمعته بالراحل، خصوصا خلال ممارسته لمهنة القضاء، موردا أنه كان مشتاقا للقائه بعد أن سمع عنه الكثير.
وكان أول ما لفت انتباه الكتاني، وفق كلمته، هو الكتاب الجوهرة الذي كتبه في الثلاثينات والمعنون بـ"النبوغ المغربي في الأدب العربي"، قبل أن يكتشف جواهرَ أخرى من مؤلفاته.
وأضاف المتحدث أن اللكتاب كان له وقع كبير، خصوصا في المنطقة الخليفية التابعة لإسبانيا، أي شمال المغرب، مما دفع الإسبان الى ترجمته بل وتلقيه دعوة من وزارة الخارجية الإسبانية لزيارة إسبانيا لمدة شهر وكذا منحه الدكتوراه الشرفية في الأدب من جامعة مدريد.
أما محمد فاروق النبهان، وهو عضو في أكاديمية المملكة، فكشف في كلمته، التي ألقاها البشير التامر، المدير التنفيذي للأكاديمية، أنه التقى بالراحل لأول مرة في الدروس الحسنية، التي كان يفتتحها كل عام بصفته رئيس رابطة علماء المغرب.
وأضاف "ولما اقتربت منه عرفت الكثير من ملامح شخصيته دات الخصال الأصيلة، فكان يتميز بثلاث خصال خصوصاً: أولا، شموخ الشخصية العلمية في احترامه لرسالة العلم كمنارة هادية في مجتمعها، ثانيا، أنه كان كان شديد الاعتزاز بانتمائه للمغرب كثقافة أغنت التراث الاسلامي، ثم أخيرا، الحكمة في المواقف مما مكنه من قيادة رابطة علماء المغرب".
من جهته اعتبر عضو الأكاديمية الحسين وكاك، في كلمة ألقاها نيابة عنه مصطفى الزباخ، مقرر الأكاديمية،
أنه كان من المحظوظين لمعرفته بالراحل طيلة 3 عقود، حيث كان اللقاء الأول يف بيت العلامة الراحل محمد المختار السوسي، لتتقوى بعد ذلك الرابطة الشخصية به.
وعند إحداث رابطة العالم، يضيف وكاك، "اختارني نائبا له فأصبحت على اتصال دائم به لتنظيم شؤون الرابطة، خصوصا المؤتمر السابع للرابطة بأكاديرالذي نتج عنه إنشاء كلية الشريعة".
وخلص المتحدث إلى أن الراحل "كان بمثابة العالم المصلح الذي عمل جاهدا لإصلاح ما أفسده الاستعمار في شمال المغرب، على غرار ما قام به المختار السوسي في الجنوب".